(١٦/٨٩)
الله عليه وسلم حذف بسم الله الرحمن الرحيم من هذه السورة وحياً، وإنما ذكرت هذه الأقوال تشحيذاً للأذهان. وقوله تعالى:
(١٦/٩٠)
﴿براءة﴾ خبر مبتدأ محذوف أي: هذه براءة. وقوله تعالى: ﴿من الله ورسوله﴾ من: ابتدائية متصلة بمحذوف تقديره: واصلة من الله ورسوله، ويجوز أن يكون: براءة مبتدأ لتخصيصها بصفتها، والخبر ﴿إلى الذين عاهدتم﴾ أي: أوقعتم العهد بينكم وبينهم ﴿من المشركين﴾ أي: وإن كانت معاهدتكم لهم إنما كانت بإذن من الله ورسوله، فكما فعلتم المعاهدة بإذنهما فافعلوا النقض تبعاً لهما، ودل سياق الكلام وما حواه من بديع النظام أن العهد إنما هو لأجل المؤمنين، وإنما الله تعالى ورسوله ﷺ فغنيان عن ذلك، أمّا الله فبالغنى المطلق، وأما الرسول ﷺ فبالذي اختاره للرسالة؛ لأنه ما فعل ذلك إلا وهو قادر على نصره بسبب وبغير سبب.
روي أن النبيّ ﷺ لما خرج إلى تبوك كان المنافقون يرجفون الأراجيف، وجعل المشركون ينقضون عهوداً كانت بينهم وبين رسول الله ﷺ فأمر الله تعالى بنقض عهودهم وذلك قوله تعالى: ﴿وإمّا تخافنّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء﴾ (الأنفال، ٥٨)
(١٦/٩١)