(١٦/١٥١)
مضمومة هذا في الوصل وأمّا الوقف فورش يقف بياء مشدّدة ساكنة وحمزة كذلك وله فيه الروم والاشمام والباقون بهمزة ساكنة ﴿يضل به﴾ أي: بهذا التأخير الذي هو النسيء ﴿الذين كفروا﴾ قرأ حفص وحمزة والكسائي بضم الياء وفتح الضاد لقوله تعالى: ﴿زين لهم سوء أعمالهم﴾ والباقون بفتح الياء وكسر الضاد على معنى أنهم هم الضالون لقوله تعالى: ﴿يحلونه﴾ أي: يحلون النسيء من الأشهر الحرم ﴿عاماً﴾ ويحرّمون مكانه شهراً آخر ﴿ويحرّمونه عاماً﴾ فيتركونه على حرمته وإنما فعلوا ذلك ﴿ليواطؤا﴾ أي: ليوافقوا ﴿عدّة﴾ أي: عدد ﴿ما حرّم الله﴾ من الأشهر فلا يزيدون على تحريم أربعة أشهر ولا ينقصون عنها ولا ينظرون إلى أعيانها ﴿فيحلوا ما حرّم الله﴾ بمواطأة العدة من غير مراعاة الوقت الذي يحلون إليه الأشهر الحرم ﴿زين لهم سوء أعمالهم﴾ قال ابن عباس: زين لهم الشيطان هذا العمل حتى حسبوا هذا القبيح حسناً ﴿وا لا يهدي القوم الكافرين﴾ أي: هداية موصلة إلى الاهتداء لما سبق لهم في الأزل أنهم من أهل النار، ولما رجع النبيّ ﷺ من الطائف إلى المدينة وحث على غزوة تبوك وكان ذلك الوقت زمان عسرة وشدّة حرّ وطابت ثمار المدينة ولم يكن رسول الله ﷺ يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله ﷺ في حرّ شديد واستقبل سفراً بعيداً ومفاوز جلاً للناس أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فشق عليهم الخروج وتثاقلوا فنزل:
(١٦/١٥٢)


الصفحة التالية
Icon