اعترافكم بأنّ
(٣/٣٨)
كل الخيرات في الدنيا والآخرة إنما تحصل بفضل الله تعالى وإحسانه.
﴿فذالكم الله ربكم الحق﴾ أي: الثابت ربوبيته ثباتاً لا ريب فيه، وإذا ثبت أنّ هذا هو الحق وجب أن يكون ما سواه ضلالاً؛ لأنَّ النقيضين يمتنع أن يكونا حقين، وأن يكونا باطلين، فإذا كان أحدهما حقاً وجب أن يكون ما سواه باطلاً، كما قال تعالى: ﴿فماذا بعد الحق إلا الضلال﴾ إذ لا واسطة بينهما فهو استفهام تقرير، أي: ليس بعده غيره فمن أخطأ الحق وهو عبادة الله تعالى وقع في الضلال، ولذلك سبب عنه قوله تعالى: ﴿فأنّى﴾ أي: فكيف ومن، أي: جهة ﴿تصرفون﴾ أي: تعدلون عن عبادته وأنتم تقرّون بأنّ الله هو الحق.
﴿كذلك﴾ أي: كما حقت الربوبية لله تعالى أو أنّ الحق بعده الضلال، أو أنهم مصروفون عن الحق ﴿حقت كلمة ربك﴾ في الأزل ﴿على الذين فسقوا﴾ أي: تمرّدوا في كفرهم وخرجوا عن حدّ الاستصلاح. وقوله تعالى: ﴿أنهم لا يؤمنون﴾ بدل من الكلمة، أي: حق عليهم انتفاء الإيمان وعلم الله منهم ذلك والمراد بكلمة الله العدة بالعذاب، وهو ﴿لأملأن جهنم﴾ (الأعراف، ١٨) الآية، وأنهم لا يؤمنون تعليل بمعنى لأنهم لا يؤمنون، أو ذلك تفسير لكلمته التي حقت. وقرأ نافع وابن عامر كلمة بالألف بعد الميم على الجمع، والباقون بغير الألف بعد الميم على الإفراد.
الحجة الثانية: قوله تعالى:
(٣/٣٩)


الصفحة التالية
Icon