(٣/١٢٩)
معينة رعاية للمصلحة. ولما أنّ الكفار أوردوا تلك الشبهة وأجاب نوح عليه السلام عنها بالجوابات الموافقة الصحيحة أوردوا عليه كلامين: الأوّل ما حكاه الله تعالى عنهم بقوله تعالى:
﴿قالوا يا نوح قد جادلتنا﴾ أي: خاصمتنا ﴿فأكثرت جدالنا﴾ أي: فأطنبت فيه، وهذا يدل على أنه عليه السلام كان قد أكثر في الجدال معهم، وذلك الجدال ما كان إلا في إثبات التوحيد والنبوّة والمعاد، وهذا يدل على أنّ الجدال في تقرير الدلائل، وإزالة الشبهات حرفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعلى أنّ التقليد والجهل حرفة الكفار، والثاني: ما ذكره الله تعالى عنهم بقوله: ﴿فأتنا بما تعدنا﴾ أي: من العذاب ﴿إن كنت من الصادقين﴾ في الدعوى والوعيد فإنّ مناظرتك لا تؤثر فينا.
﴿قال﴾ لهم نوح عليه السلام في جواب ذلك ﴿إنما يأتيكم به الله إن شاء﴾ تعجيله لكم فإن أمره إليه إن شاء عجله، وإن شاء أخره لا إليّ ﴿وما أنتم بمعجزين﴾ أي: بفائتين الله تعالى.
ولما أجاب نوح عليه السلام عن شأنهم ختم الكلام بخاتمة قاطعة فقال:
(٣/١٣٠)


الصفحة التالية
Icon