جاؤوا به من
(٣/٢٢٧)
الاعتذار وقد قيل: لا تطلب الحاجة في الليل فإنّ الحياء في العينين ولا تعتذر بالنهار من ذنب فتتلجلج في الاعتذار ﴿يبكون﴾ والبكاء جريان الدمع من العين، والآية تدل على أنه لا يدل على الصدق لاحتمال التصنع، روي أنّ امرأة حاكمت إلى شريح فبكت فقال الشعبي: يا أبا أمية أما تراها تبكي فقال: قد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة كذبة لا ينبغي للإنسان أن يقضي إلا بالحق فعند ذلك فزع يعقوب عليه السلام فقال: هل أصابكم في غنمكم شيء؟ قالوا: لا. قال: فما فعل يوسف؟.
﴿قالوا يا أبانا إنّا ذهبنا نستبق﴾ قال الزجاج: يسابق بعضنا بعضاً في الرمي، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام :«لا سبق إلا في خف أو نضل أو حافر» يعني بالنضل الرمي، وقيل: العدو لنتبين أينا أسرع عدواً ﴿وتركنا يوسف﴾ أخانا ﴿عند متاعنا﴾، أي: ما كان معنا مما نحتاج إليه في ذلك الوقت من ثياب وزاد ونحو ذلك ﴿فأكله﴾، أي: فتسبب عن انفراده أن أكله ﴿الذئب وما﴾، أي: والحال أنك ما ﴿أنت بمؤمن﴾، أي: بمصدّق لما علموا أنه لا يصدّقهم بغير أمارة ﴿لنا ولو كنا صادقين﴾ في هذه القصة لمحبة يوسف عندك فكيف وأنت تسيء الظنّ بنا؟ وقيل: لا تصدّقنا؛ لأنه لا دليل لنا على صدقنا وإن كنا صادقين عند الله تعالى.v
(٣/٢٢٨)


الصفحة التالية
Icon