﴿وراودته التي هو في بيتها﴾، أي: امرأة العزيز راودت يوسف ﴿عن نفسه﴾ لأنها لما رأته في غاية الحسن والجمال طمعت فيه، ويقال: إنّ زوجها كان عاجزاً، والمراودة مفاعلة من راد يرود إذا جاء وذهب كان المعنى خادعته عن نفسه، أي: فعلت ما يفعل المخادع لصاحبه عن الشيء الذي لا يريد أن يخرجه من يده يحتال أن يغلبه عليه ويأخذه منه، وهو عبارة عن التمحل لمواقعته إياها ﴿وغلقت الأبواب﴾، أي: أطبقتها وكانت سبعة، والتشديد للتكثير أو للمبالغة في الإيثاق، لأنّ مثل هذا الفعل لا يكون إلا في ستر وخفية لا سيما إذا كان حراماً ومع قيام الخوف الشديد ﴿وقالت﴾ له ﴿هيت﴾ أي تهيأت وتصنعت ﴿لك﴾ خاصة فأقبل إليّ وامتثل أمري. قال الواحدي: هيت لك اسم للفعل نحو رويد وصه ومه، ومعناه: هلم في قول جميع أهل اللغة، وقرأ نافع وابن عامر بكسر الهاء، والباقون بالفتح قرأ وهشام بعد الهاء بهمزة ساكنة، والباقون بياء ساكنة، وقرأ ابن كثير بضم التاء وفتحها، والباقون بالفتح ﴿قال﴾ لها يوسف عليه السلام ﴿معاذ الله﴾، أي: أعوذ بالله وأعتصم به وألجأ إليه مما تدعينني إليه ﴿إنه﴾، أي: الذي اشتراني ﴿ربي﴾، أي: سيدي ﴿أحسن مثواي﴾، أي: أكرم منزلي فلا أخونه في أهله وقيل: إنه أي: الله ربي أحسن مثواي، أي: آواني ومن بلاء الجب أنجاني ﴿إنه لا يفلح الظالمون﴾، أي: إن فعلت هذه الفعلة فأنا ظالم ولا يفلح الظالمون.
(٣/٢٣٩)