﴿بسم الله﴾ الحق الذي كل ما عداه باطل ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ الرغبة والرهبةبعموم الرحمة ﴿الرحيم﴾ الذي خص من شاء بما يرضاه عظيم الرهبة.
﴿المر﴾ قال ابن عباس معناه أنا الله أعلم وأرى. وقال في رواية عطاء: أنا الله الملك الرحمن. وقد تقدم الكلام على شيء من أوائل السور في أوّل سورة البقرة، وقرأ قالون وابن كثير وحفص بالفتح، وقرأ ورش بين بين والباقون بالإمالة ﴿تلك﴾، أي: هذه الآيات ﴿آيات الكتاب﴾، أي: القرآن، والإضافة بمعنى من، وقيل: المراد بالكتاب السورة الكاملة، ووصفت بالكمال من تعريف الكتاب بأل؛ لأنّ خبر المبتدأ إذا عرف بلام الجنس أفاد المبالغة، وقوله تعالى: ﴿والذي أنزل إليك من ربك﴾، أي: القرآن مبتدأ وخبره ﴿الحق﴾، أي: الموضوع كل شيء منه في موضعه على ما تدعو إليه الحكمة الواضح الذي لا يتخلف شيء منه عن مطابقة الواقع من بعث ولا غيره ﴿ولكن أكثر الناس﴾، أي: مشركي مكة ﴿لا يؤمنون﴾ لإخلالهم بالنظر والتأمّل فيه.
(٣/٣٤٣)
قال مقاتل: نزلت في مشركي مكة حين قالوا: إنّ محمداً يقوله من تلقاء نفسه فرد الله تعالى عليهم بذلك. ولما ذكر تعالى أنّ ﴿أكثر الناس لا يؤمنون﴾ ذكر عقبه ما يدّل على صحة التوحيد والمعاد بأمور أحدها قوله تعالى: