﴿ويقول الذين كفروا لولا﴾، أي: هلا ﴿أنزل عليه﴾، أي: محمد ﷺ ﴿آية من ربه﴾، أي: مثل عصا موسى وناقة صالح وذلك؛ لأنهم أنكروا كون القرآن من جنس المعجزات، وقالوا: هذا كتاب مثل سائر الكتب، وإتيان الإنسان بتصنيف معين وكتاب معين لا يكون معجزاً مثل معجزات موسى وعيسى عليهما السلام، وكان نبينا ﷺ راغباً في إجابة مقترحاتهم لشدّة التفاته إلى إيمانهم قال الله تعالى له: ﴿إنما أنت منذر﴾، أي: ليس عليك إلا الإنذار والتخويف، وليس عليك إتيان الآيات. ﴿ولكل قوم هاد﴾، أي: نبيّ يدعوهم إلى ربهم بما يعطيه من الآيات لا بما يقترحون. وقرأ ابن كثير في الوقف بياء بعد الدال، وفي الوصل بغير ياء وتنوين الدال، والباقون بغير ياء في الوقف والوصل مع تنوين الدال. ولما سألوا رسول الله ﷺ الآيات أخبرهم الله تعالى عن عظيم قدرته وكمال علمه بقوله تعالى:
﴿الله يعلم ما تحمل كل أنثى﴾ من ذكر وغيره وواحد ومتعدّد وغير ذلك ﴿وما تغيض﴾، أي: تنقص ﴿الأرحام﴾ من مدّة الحمل ﴿وما تزداد﴾، أي: من مدّة الحمل فقد تكون سبعة أشهر وأزيد عليها إلى سنتين عند الإمام أبي حنيفة، وإلى اربع عند الإمام الشافعي، وإلى خمس عند الإمام مالك رضي الله تعالى عنهم.
(٣/٣٥٦)