وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه ﷺ قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله تعالى وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون». وقال مجاهد: ما من عبد إلا وله ملك موكل يحفظه من الجن والأنس والهوام في نومه ويقظته، فإن قيل: الملائكة ذكور فلم ذكروا في جمع الإناث وهو المعقبات؟ أجيب: بجوابين: الأول: قال الفراء: المعقبات ملائكة معقبة واحدها معقب ثم جمعت معقبة بمعقبات كما قيل أبناآت ورجالات جمع أبناء ورجال والذي على التذكير قوله تعالى: ﴿يحفظونه﴾ والثاني: وهو قول الأخفش إنما أنث لكثرة ذلك منها نحو نسابة وعلامة وهو ذكر، واختلف في المراد من قوله تعالى: ﴿من أمر اللّه﴾ على أقوال:
أحدها: إنه على التقديم والتأخير، والتقدير له معقبات من أمر اللّه يحفظونه.
ثانيها: أنّ فيه إضماراً، أي: ذلك الحفظ من أمر اللّه، أي: مما أمر الله تعالى به فحذف الاسم وأبقى خبره.
(٣/٣٥٩)