شديد المحال}
(٣/٣٦٣)
فقال عليّ رضي الله عنه: شديد الأخذ. وقال ابن عباس: شديد الحول. وقال مجاهد: شديد القوة. وقال أبو عبيدة: شديد القوة والمغالبة. واختلف في قوله تعالى:
(٣/٣٦٤)
﴿له﴾، أي: الله ﴿دعوة الحق﴾ فقال عليّ: دعوة الحق التوحيد. وقال ابن عباس: شهادة أن لا إله إلا الله. وقال الحسن: الحق هو الله تعالى وكل دعاء إليه دعوة الحق. ﴿والذين يدعون﴾، أي: وهم الكفار. ﴿من دونه﴾، أي: غير الله وهي الأصنام ﴿لا يستجيبون﴾، أي: الأصنام ﴿لهم﴾، أي: الكفار ﴿بشيء﴾ مما يطلبونه من نفع أو دفع ضر ﴿إلا﴾، أي: الاستجابة ﴿كباسط﴾، أي: كاستجابة باسط ﴿كفيه إلى الماء﴾، أي: على شفير البئر يدعوه ﴿ليبلغ فاه﴾، أي: بارتفاعه من البئر إليه ﴿وما هو﴾، أي: الماء ﴿ببالغه﴾، أي: فاه أبداً؛ لأنه جماد لا يشعر بدعائه ولا يقدر على إجابته، فكذلك ما هم بمستجيبين لهم أبداً؛ لأنّ أصنامهم كذلك، وقيل: شبهوا في قلة فائدة دعائهم لآلهتهم بمن أراد أن يغرف الماء بيديه ليشربه فبسط كفيه ناشراً أصابعهما، ولم يصل كفاه إلى ذلك الماء ولم يبلغ مطلوبه من مشربه، ثم أنه تعالى عمم في أنه لا يستجاب لهم بقوله تعالى: ﴿وما دعاء الكافرين إلا في ضلال﴾، أي: ضياع لا منفعة فيه؛ لأنهم إن دعوا الله لم يجبهم وإن دعوا آلهتهم لم تستطع إجابتهم، وقيل: المراد بالدعاء في الحالين العبادة وقوله تعالى: