الأمر الرابع: ما ذكره تعالى بقوله تعالى: ﴿ومن ورائه﴾، أي: ومن بين يديه بعد ذلك العذاب ﴿عذاب غليظ﴾، أي: شديد كل وقت يستقبله أشدّ مما قبله، وقيل: هو الخلود في النار، وقيل: هو قطع الأنفاس وحبسها في الأجساد. ولما ذكر تعالى أنواع عذابهم بين بعده أنّ سائر أعمالهم تصير باطلة ضائعة، وذلك هو الخسران الشديد بقوله تعالى:
﴿س١٤ش١٨/ش٢٣ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا؟ بِرَبِّهِمْ؟ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ؟ s يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا؟ عَلَى شَىْءٍ؟ ذالِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَا؟رْضَ بِالْحَقِّ؟ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَالِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ * وَبَرَزُوا؟ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَا؟ؤُا؟ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُو؟ا؟ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَىْءٍ؟ قَالُوا؟ لَوْ هَدَ؟ـانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ؟ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ * وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِىَ ا؟مْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ؟ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِ؟ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى؟ فَ تَلُومُونِى وَلُومُو؟ا؟ أَنفُسَكُمْ؟ مَّآ أَنَا؟ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ؟ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ؟ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَأُدْخِلَ الَّذِينَ ءَامَنُوا؟ وَعَمِلُوا؟ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ا؟نْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ؟ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾
(٣/٤١٩)