(٣/٤٥٢)
الجبال، وقيل: أن نافية واللام لتأكيد النفي.
﴿فلا تحسبنّ الله﴾ الخطاب له ﷺ والمراد منه أمّته ﴿مخلف وعده رسله﴾ من النصر وإعلاء الكلمة، وإظهار الدين كما قال تعالى: ﴿إنا لننصر رسلنا﴾ (غافر، ٥١)
. وقال تعالى: ﴿كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي﴾ (المجادلة، ٢١)
. فإن قيل: هلا قال مخلف رسله وعده ولم قدّم المفعول الثاني على الأوّل؟ أجيب: بأنه تعالى قدّم ذلك ليعلم أنه لا يخلف الوعد أصلاً كقوله تعالى: ﴿إنّ الله لا يخلف الميعاد﴾ (آل عمران، ٩)
ثم قال: رسله ليدل به على أنه تعالى لما لم يخلف وعده أحداً، وليس من شأنه إخلاف المواعيد، فكيف يخلف رسله الذين هم خيرته وصفوته؟ ﴿إنّ الله﴾، أي: ذو الجلال والإكرام ﴿عزيز﴾، أي: غالب يقدر ولا يقدر عليه ﴿ذو انتقام﴾، أي: ممن عصاه وقوله تعالى:
﴿س١٤ش٤٨/ش٥٢ يَوْمَ تُبَدَّلُ ا؟رْضُ غَيْرَ ا؟رْضِ وَالسَّمَاوَاتُ؟ وَبَرَزُوا؟ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَـ؟ـ؟ِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى ا؟صْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِىَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ؟ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَاذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا؟ بِهِ؟ وَلِيَعْلَمُو؟ا؟ أَنَّمَا هُوَ اله وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا؟ ا؟لْبَابِ ﴾
بدل من يوم يأتيهم، أو ظرف للانتقام، والمعنى: يوم تبدل هذه الأرض التي تعرفونها أرضاً أخرى غير هذه المعروفة، وقوله تعالى: ﴿والسموات﴾ عطف على الأرض وتقديره والسموات غير السموات، والتبديل التغيير، وقد يكون في الذوات كقولك بدلت الدراهم دنانير، ومنه ﴿بدلناهم جلوداً غيرها﴾ (النساء، ٥٦)
﴿وبدلناهم بجنتيهم جنتين﴾ (سبأ، ١٦)
(٣/٤٥٣)