﴿قالوا﴾ أي: الملائكة ﴿بل جئناك بما﴾ أي: بالعذاب الذي ﴿كانوا﴾ أي: قومك ﴿فيه يمترون﴾ أي: يشكون في نزوله بهم والجاهل يوصف بالشك وإن كان مكذباً من جهة ما يعرض له منه من حيث أنه لا يرجع إلى نفسه فيما هو عليه ثم أكدوا ما ذكروه بقولهم: ﴿وأتيناك بالحق﴾ أي: باليقين الذي لا يشك فيه ثم أكدوا هذا التأكيد بقولهم:
﴿وإنا لصادقون﴾ أي: فيما أخبرناك به ﴿فأسر بأهلك﴾ أي: فاذهب بهم في الليل ﴿بقطع من الليل﴾ أي: في طائفة من الليل وقيل: هي آخره، قال الشاعر:
*افتحي الباب وانظري في النجوم | كم علينا من قطع ليل بهيم |
﴿وقضينا﴾ أي: وأوحينا ﴿إليه﴾ ولما ضمن قضينا معنى الإيحاء تعدى بإلى ومثله ﴿وقضينا إلى بني إسرائيل﴾ (الإسراء، ٤)
وقوله تعالى: ﴿ذلك الأمر﴾ مبهم تفسيره ﴿أن دابر هؤلاء مقطوع﴾ أي: مستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد وقوله تعالى: ﴿مصبحين﴾ حال من هؤلاء أو من الضمير في مقطوع وجمعه للحمل على المعنى فإن دابر هؤلاء في معنى مدبري هؤلاء، أي: يتم استئصالهم في الصباح.
(٣/٤٩٥)