﴿ينزل الملائكة﴾ قال ابن عباس: يريد بالملائكة جبريل وحده. قال الواحدي: يسمى الواحد بالجمع إذا كان ذلك الواحد رئيساً. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف الزاي والباقون بتشديدها والمراد ﴿بالروح﴾ الوحي أو القرآن فإنّ القلوب تحيا به من موت الجهالات وقوله تعالى: ﴿من أمره﴾ أي: بإرادته حال من الروح ﴿على من يشاء من عباده﴾ وهم الأنبياء ﴿أن أنذروا﴾ أي: خوّفوا الكافرين بالعذاب وأعلموهم ﴿أنه﴾ أي: الشأن ﴿لا إله إلا أنا﴾ أي: لا إله غيري وقوله تعالى: ﴿فاتقون﴾ أي: خافوني رجوع إلى مخاطبتهم بما هو المقصود. تنبيه: في قوله تعالى: ﴿أن أنذروا﴾ ثلاثة أوجه أحدها: أنها المفسرة لأنّ الوحي فيه ضرب من القول والإنزال بالروح عبارة عن الوحي قال تعالى: ﴿وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا﴾ (الشورى، ٥٢)
. الثاني: أنها المخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف. الثالث: أنها المصدرية التي من شأنها نصب المضارع ووصلت بالأمر كقولهم: كتبت إليه بأن قم والآية تدل على أنّ نزول الوحي بواسطة الملائكة وأنّ النبوّة عطاءة. ولما وحد سبحانه وتعالى نفسه ذكر الآيات الدالة على وحدانيته من حيث أنها تدلّ على أنه تعالى هو الموجد لأصول العالم وفروعه على وفق الحكمة والمصلحة بقوله تعالى:
(٤/١٣)


الصفحة التالية
Icon