﴿ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون﴾ ذلك، أي: لا علم لهم يوصلهم لذلك لأنه من عالم الغيب، لا يمكن عقولهم الوصول إليه بغير إرشاد من الله تعالى ولا هم يقبلون أقوال الدعاة إليه الذين أيدهم الله بروح منه لتقيدهم بما يوصل إلى عقولهم أنها قاصرة على عالم الشهادة لا يمكنها الترقي منه إلى عالم الغيب بغير واسطة منه سبحانه وتعالى، فلذلك ترى الإنسان منهم يأبى ذلك استبعاداً وهو خصيم مبين.
(٤/٤٩)
وقوله تعالى: ﴿ليبين لهم الذي يختلفون فيه﴾ يتعلق بما دل عليه بلى، أي: يبعثهم ليبين لهم والضمير لمن يموت وهو عامّ للمؤمنين والكافرين والذي اختلفوا فيه هو الحق. ﴿وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين﴾ في قولهم: ﴿لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء﴾ وقولهم: ﴿لا يبعث الله من يموت﴾ وقيل: يجوز أن يتعلق بقوله: ﴿ولقد بعثنا في كل أمّة رسولاً﴾ أي: بعثناه ليبين لهم ما اختلفوا فيه، وأنهم كانوا على الضلالة قبله مفترين على الله الكذب ثم بين سبحانه وتعالى تيسر الإعادة بقوله تعالى:
(٤/٥٠)