ولا يبعد أن تنطق الأصنام بذلك يومئذ في أنهم حملوهم على الكفر وألزموهم إياه كقوله: ﴿وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي﴾ (إبراهيم، ٢٢)
. ﴿وألقوا﴾ أي: الشركاء ﴿إلى الله﴾ أي: الملك الأعلى ﴿يومئذٍ﴾ أي: يوم القيامة ﴿السلم﴾ أي: الاستسلام بحكمه بعد الاستكبار في الدنيا ﴿وضلّ﴾ أي: غاب ﴿عنهم﴾ أي: الكفار ﴿ما كانوا يفترون﴾ أي: من أنّ آلهتهم تشفع لهم. ولما ذكر تعالى وعيد الذين كفروا أتبعه بوعيد من ضمّ إلى كفره صد الغير عن سبيل الله بقوله تعالى:
﴿الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله﴾ أي: ضموا مع كفرهم أنهم منعوا الناس عن الدخول في الإيمان بالله وبرسوله ﴿زدناهم عذاباً﴾ لصدّهم ﴿فوق العذاب﴾ المستحق بكفرهم ﴿بما كانوا يفسدون﴾ أي: بكونهم مفسدين بصدّهم، وقيل: زدناهم عذاباً بحيات وعقارب كأمثال البخت يستغيثون بالهرب منها إلى النار ومنهم من ذكر أنّ لكل عقرب ستمائة نقرة في كل نقرة ثلاثمائة قلة من سم، وقيل: عقارب لها أنياب كالنخل الطوال ثم كرّر سبحانه وتعالى التحذير من ذلك اليوم على وجه يزيد على ما أفهمته الآية السابقة وهو أنّ الشهادة تقع على الأمم لا لهم وتكون بحضرتهم فقال:
(٤/١٠٥)