أن يعاقب
(٤/١١٢)
بالمخالفة فيضعف القويّ ويقلل الكثير ويكثر القليل. ﴿وليبينن لكم﴾ أي: إذا تجلى لفصل القضاء ﴿يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون﴾ أي: إذا جازاكم على أعمالكم بالثواب والعقاب، فاحذروا يوم العرض على مالك السموات والأرض، وأنّ من نوقش الحساب يهلك.
﴿ولو شاء الله﴾ أي: الملك الأعلى الذي لا أثر لأحد معه أن يجعلكم أمّة واحدة لا خلاف بينكم في أصول الدين ولا فروعه ﴿لجعلكم أمّة واحدة﴾ أي: متفقة على أمر واحد وهو دين الإسلام ﴿ولكن﴾ لم يشأ ذلك بل شاء اختلافكم فهو تعالى: ﴿يضلّ من يشاء﴾ عدلاً منه تعالى لأنه تامّ الملك، ولو كان الذي أضله على أحسن الحالات ﴿ويهدي﴾ بفضله ﴿من يشاء﴾ ولو كان على أخس الحالات والأحوال فبذلك تكونون مختلفين لا يسئل عما يفعل سبحانه وتعالى ﴿ولتسئلنّ عما كنتم تعملون﴾ في الدنيا فيجازي المحسن بإحسانه ويعاقب المسيء بعدله تعالى. ولما حذر سبحانه وتعالى عن نقض العهد والأيمان مطلقاً قال تعالى:
(٤/١١٣)