﴿إنه ليس له سلطان﴾ أي: بحيث لا يقدر المسلط عليه على الانفكاك عنه. ﴿على الذين آمنوا﴾ أي: بتوفيق ربهم لهم. ﴿وعلى ربهم﴾ وحده ﴿يتوكلون﴾ أي: على أوليائه المؤمنين به والمتوكلين عليه، فإنهم لا يقبلون منه ولا يطيعونه فيما يريد منهم من اتباع خطواته. وعن سفيان الثوريّ قال: ليس له سلطان على أن يحملهم على ذنب لا يغفر لهم، ثم وصل تعالى بذلك ما أفهمه من أنّ له سلطاناً على غيرهم بقوله:
﴿إنما سلطانه﴾ أي: الذي يتمكن به غاية التمكن بإمكان الله تعالى له: ﴿على الذين يتولونه﴾ أي: يجيبونه ويطيعونه ﴿والذين هم به﴾ أي: بالله تعالى ﴿مشركون﴾ وقيل الضمير راجع إلى الشيطان والمعنى هم بسببه مشركون بالله. ولما كان المشركون إذا نزلت آية فيها شدّة ثم نزلت آية ناسخة لها يقولون إن محمداً يستهزئ بأصحابه يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غداً ما هو إلا مفتر يتقوله من تلقاء نفسه نزل.
(٤/١٢٠)