الصفة السابعة: قوله: ﴿ولم يجعلني جباراً﴾ متعاظماً ﴿شقياً﴾ أي: عاصياً بأن أفعل فعل الجبارين بغير استحقاق إنما أفعل ذلك بمن يستحق وروي عن عيسى عليه السلام أنه قال قلبي لين وإني ضعيف في نفسي وعن بعض العلماء لا أجد العاق إلا جباراً شقياً ولا أجد سي الملكية إلا مختالاً فخوراً وتلا وما ملكت أيمانكم أنّ الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً الصفة الثامنة: قوله:
(٥/١٧٨)
﴿والسلام﴾ من الله ﴿عليّ﴾ فلا يقدر أحد على ضرّى ﴿يوم ولدت﴾ فلا يضرني شيطان ﴿ويوم أموت﴾ فلا يضرني أيضاً ومن يولد ويموت فليس بإلاه ﴿ويوم أبعث حياً﴾ يوم القيامة كما تقدم في يحيى عليه السلام وفي ذلك إشارة إلى أنه في البشرية مثله سواء لم يفارقه أصلاً إلا في كونه من غير ذكر وإذا كان جنس السلام عليه كان اتباعه كذلك ولم يبق لأعدائه إلا اللعن، ونظيره قول موسى عليه السلام ﴿والسلام على من اتبع الهدى﴾ (طه، ٤٧)
بمعنى أنّ العذاب على من كذب وتولى
﴿ذلك﴾ أي: الذي تقدّم نعته بقوله: ﴿إني عبد الله﴾ إلى آخره هو ﴿عيسى بن مريم﴾ لا ما يصفه النصارى بقولهم أنه الله أو ابنه أو إله ثالث فهو تكذيب لهم فيما يصفونه على الوجه الأبلغ والطريق البرهاني حيث جعل الموصوف بأضداد ما يصفونه وفي ذلك تنصيص على أنه ابن هذه المرأة وقوله تعالى: ﴿قول الحق﴾ قرأ عاصم وابن عامر بنصب اللام على أنه مصدر مؤكد والباقون بالرفع على أنه خبر محذوف أي: هو قول الحق الذي لا ريب فيه والإضافة للبيان والضمير للكلام السابق أو لتمام القصة ثم عجب تعالى من ضلالهم فيه بقوله تعالى ﴿الذي فيه يمترون﴾ أي: يشكون شكاً يتكلفونه ويجادلون فيه فتقول اليهود ساحر وتقول النصارى ابن الله مع أنّ أمه امرأة في غاية الوضوح ليس موضعاً للشك أصلاً ثم دل على كونه حقاً في كونه ابناً لأمّه مريم لا غيرها بقوله رداً على من ضلّ
(٥/١٧٩)


الصفحة التالية
Icon