﴿إن﴾ أي: ما ﴿كل من في السموات والأرض﴾ أي: أنّ كل معبود من الملائكة في السموات والأرض من الناس منهم العزير وعيسى ﴿إلا آتي الرحمن﴾ أي: ملتجئ إلى ربوبيته ﴿عبداً﴾ منقاداً مطيعاً ذليلاً خاضعاً كما يفعل العبيد ومن المفسرين كالجلال المحلي من حمله على يوم القيامة خاصة والأوّل أولى لأنه لا تخصيص في الآية
﴿لقد أحصاهم﴾ أي: حصرهم وأحاط بهم بحيث لا يخرجون عن حوزه وعلمه وقبضته وقدرته وكلهم تحت تدبيره وقهره ﴿وعدّهم عدّاً﴾ أي: عدّ أشخاصهم وأيامهم وأنفاسهم وأفعالهم فإنّ كل شيء عنده بمقدار لا يخفى عليه شيء من أمورهم.
﴿وكلهم آتيه﴾ أي: كل واحد منهم يأتيه ﴿يوم القيامة فرداً﴾ أي: وحيداً ليس معه من الدنيا شيء من مال أو نصير يمنعه ولما رد سبحانه وتعالى على أصناف الكفرة وبالغ في شرح أحوالهم في الدنيا والآخرة ختم السورة بذكر أحوال المؤمنين فقال:
(٥/٢٢٤)


الصفحة التالية
Icon