﴿إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني﴾ بدل مما يوحى دال على أنه مقصور على تقرير التوحيد الذي هو منتهى العلم والأمر بالعبادة التي هي كمال العمل وفي هذه الآية دلالة على أنّ علم أصول الدين مقدّم على علم الفروع، وأيضاً فالفاء في قوله تعالى فاعبدني تدل على أنّ عبادته إنما لزمت لآلهيته لأن التوحيد من علم الأصول والعبادة من علم الفروع وخص الصلاة بالذكر وأفردها في قوله تعالى ﴿وأقم الصلاة لذكرى﴾ للعلة التي أناط بها إقامتها وهو تذكير المعبود وشغل القلب واللسان بذكره.
وقيل: لذكرى لأني ذكرتها في الكتب وأمرت بها وقيل: لأوقات ذكري وهي مواقيت الصلاة أو لذكر صلاتي لما روى مسلم أنه ﷺ قال: «من نام عن صلاة أو نسيها فليقضها إذا ذكرها إنّ الله يقول وأقم الصلاة لذكري» وقيل: لأنّ أذكرك بالثناء والمدح واجعل لك عليها لسان صدق علياً وقيل: لذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري.
ولما خاطب تعالى موسى عليه السلام بقوله تعالى: ﴿فاعبدني وأقم الصلاة لذكري﴾ أتبعه بقوله تعالى:
(٥/٢٣٩)


الصفحة التالية
Icon