﴿قل﴾ لهم ﴿كل﴾ أي: كل مني ومنكم ﴿متربص﴾ أي: منتظر ما يؤول إليه أمري وأمركم ﴿فتربصوا﴾ فأنتم كالبهائم ليس لكم تأمل ﴿فستعلمون﴾ أي: عما قريب بوعد لا خلف فيه، وهو يوم القيامة ﴿من أصحاب الصراط﴾ أي: الطريق ﴿السويّ﴾ أي: المستقيم ﴿ومن اهتدى﴾ أي: من الضلال، فحصل على جميع ما ينفعه واجتنب جميع ما يضره أنحن أم أنتم؟ قال ابن عادل: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ «إن الله عز وجل قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لأمّة ينزل عليها هذا، وطوبى لألسن تتكلم بهذا، وطوبى لأجواف تحمل هذا»، وعن الحسن أن النبي ﷺ قال: «لا يقرأ أهل الجنة من القرآن إلا يس وطه» انتهى، ولم يذكر لذلك سنداً، وأما ما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال: «من قرأ طه أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار» فحديث موضوع.
سورة الأنبياء
عليهم الصلاة والسلام مكية
قال الرازي بإجماع: وهي مائة وإحدى أو ثنتا عشرة آية وألف ومائة وستون كلمة وأربعة آلاف وثمان وتسعون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الحكم العدل الذي تمت قدرته وعمّ أمره ﴿الرحمن﴾ الذي ساوى بين خلقه في رحمة إيجاده ﴿الرحيم﴾ الذي نجى من شاء من عباده في معاده قال أبو جعفر بن الزبير في برهانه لما تقدم قوله تعالى: ﴿ولا تمدن عينيك﴾ (الحجر، ٨٨)
إلى قوله: ﴿فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى﴾ (طه، ١٣٥)
قال تعالى:
(٥/٣٣٣)