﴿فجعلهم جذاذاً﴾ أي: فتاتاً وقرأ الكسائي بكسر الجيم والباقون بضمها ﴿إلا كبيراً لهم﴾ فإنه لم يكسره ووضع الفأس في عنقه وقيل ربطه بيده وكانت اثنين وسبعين صنماً بعضها من ذهب وبعضها من فضة وبعضها من حديد ورصاص وخشب وحجر وكان الصنم الكبير من الذهب مكللاً بالجواهر في عينيه ياقوتتان تتقدان ﴿لعلهم﴾ أي: هؤلاء الضلال ﴿إليه﴾ أي: إبراهيم ﴿يرجعون﴾ عند إلزامه بالسؤال فتقوم عليهم الحجة فلما عادوا إلى أصنامهم فوجدوها على تلك الحال ﴿قالوا من فعل هذا﴾ الفعل الفاحش ﴿بآلهتنا إنه لمن الظالمين﴾ حيث وضع الإهانة في غير موضعها فإنّ الآلهة حقها الإكرام لا الإهانة والانتقام
(٥/٣٧٠)
﴿قالوا﴾ أي: الذين سمعوا قول إبراهيم وتاالله لأكيدنّ أصنامكم ﴿سمعنا فتى﴾ أي: شاباً من الشباب ﴿يذكرهم﴾ أي: يعيبهم ويسبهم ﴿يقال له إبراهيم﴾ أي: هو الذي نظنّ أنه صنع هذا، فلما بلغ ذلك نمروذ الجبار وأشراف قومه
﴿قالوا فأتوا به﴾ إلى بيت الأصنام ﴿على أعين الناس﴾ أي: جهرة والناس ينظرون إليه نظر الإخفاء معه حتى كأنه ماش على أبصارهم متمكن منها تمكن الراكب على المركوب ﴿لعلهم يشهدون﴾ عليه بأنه الذي فعل بالآلهة هذا الفعل كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، وقيل معناه: لعلهم يحضرون عذابه وما يصنع به، فلما أتوا به
﴿قالوا﴾ منكرين عليه ﴿أأنت فعلت هذا﴾ الفعل الفاحش ﴿بآلهتنا يا إبراهيم﴾.
تنبيه: هنا همزتان مفتوحتان من كلمة فالقرّاء الجميع على تحقيق الأولى، وأمّا الثانية فيسهلها نافع وابن كثير وأبو عمرو، وهشام بخلاف عنه وأدخل بينهما ألفاً قالون وأبو عمرو والباقون بتحقيقهما وعدم الإدخال بينهما.
(٥/٣٧١)


الصفحة التالية
Icon