﴿وجعلناهم أئمة﴾ أي: أعلاماً ومقاصد يقتدى بهم في الدين لما آتيناهم من العلم والنبوّة، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بين الهمزة والياء، ويجوز إبدالها عندهم ياء خالصة ولا يدخلون بينهما شيئاً وقرأ هشام بتحقيق الهمزتين وإدخال ألف بينهما بخلاف عنه في الإدخال وعدمه، والباقون بتحقيق الهمزتين من غير إدخال بلا خلاف ﴿يهدون﴾ أي: يدعون إلينا من وفقناه للهداية ﴿بأمرنا﴾ أي: بإذننا ﴿وأوحينا إليهم﴾ أيضاً ﴿فعل﴾ أي: أن يفعلوا ﴿الخيرات﴾ ليحثوهم عليها، فيتم كمالهم بانضمام العلم إلى العمل، قال البقاعي: ولعله تعالى عبّر بالفعل دلالة على أنهم امتثلوا كل ما يوحي إليهم، وقال الزمخشري: أصله أن تفعل الخيرات، ثم فعلا الخيرات، ثم فعل الخيرات، وكذلك إقام الصلاة وإيتاء الزكاة انتهى. وقوله تعالى: ﴿وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة﴾ من عطف الخاص على العام تعظيماً لشأنهما؛ لأن الصلاة تقرب العبد إلى الحق تعالى، والزكاة إحسان إلى الخلق، قال الزجاج: الإضافة في الصلاة عوض عن تاء التأنيث يعني: فيكون من الغالب لا من القليل ﴿وكانوا لنا﴾ دائماً جبلة وطبيعة ﴿عابدين﴾ أي: موحدين مخلصين في العبادة ولذلك قدَّم الصلة، القصة الثالثة: قصة لوط عليه السلام المذكورة في قوله تعالى:
(٥/٣٨١)


الصفحة التالية
Icon