ثم أتبع ذلك أعلى الذوات السفلية فقال ﴿والجبال﴾ أي: التي قد نختت منها الأصنام ﴿والشجر﴾ أي: التي عبد بعضها ﴿والدوابّ﴾ أي: التي عبد منها البقر، كل هذه الأشياء تنقاد لأمر الله ولا تأبى عن تدبيره ﴿وكثير من الناس﴾ وهم المؤمنون بزيادة الخضوع سجد سجوداً هو منه عبادة مشروعة فحق له الثواب ﴿وكثير﴾ أي: من الناس ﴿حق عليه العذاب﴾ وهم الكافرون؛ لأنهم أَبَو، السجود المتوقف على الإيمان ﴿ومَن يُهن الله﴾ أي: يُشْقِهِ ﴿فما له من مكرم﴾ أي: مسعد، لأنه لا قدرة لغيره أصلاً ﴿إنّ الله﴾ أي: الملك الأعظم ﴿يفعل ما يشاء﴾ من الإكرام والإهانة، لا مانع له من ذلك، نقل عن عليّ رضي الله تعالى عنه أنه قيل له: إنّ رجلاً يتكلم في المشيئة فقال له عليّ يا عبد الله خلقك الله لما يشاء أو لما شئت؟ قال بل لما يشاء. قال: فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت؟ قال: بل إذا شاء. قال: فيشفيك إذا شاء أو ءذا شئت؟ قال: بل إذا شاء. قال: فيدخلك حيث شئت أو حيث يشاء؟ قال: بل حيث يشاء قال: والله لو قلت غير ذلك لضربت الذي فيه عيناك بالسيف.
ولما بين تعالى أنّ الله قسمان منهم من يسجد لله ومنهم من حق عليه العذاب ذكر كيفية اختصامهم بقوله تعالى:
(٥/٤٤٩)


الصفحة التالية
Icon