فإن قيل: ما فائدة ﴿غير المغضوب﴾ إلخ بعد ذكر ﴿أنعمت عليهم﴾؟ أجيب: بأنّ الإيمان إنما يكمل بالرجاء والخوف كما قال عليه الصلاة والسلام: «لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا» فقوله: ﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ يوجب الرجاء الكامل وقوله: ﴿غير المغضوب عليهم﴾ إلخ يوجب الخوف الكامل وحينئذٍ يتقوّى الإيمان بركنيه وطرفيه وينتهي إلى حدّ الكمال وقرأ حمزة عليهم: غير المغضوب عليهم بضمّ الهاء وفقاً ووصلاً، وكذا جميع ما في القرآن، وقرأ ابن كثير: عليهم بواو، بعد الميم في الوصل فإذا وقف أسقط الواو وكذا يفعل في كل ميم جمع بعدها حرف متحرّك، وأمّا قالون فهو مخير في ميم الجمع إن شاء وصلها بواو كابن كثير وإن شاء لا يصلها بواو، وأمّا ورش فإنه يصل ميم الجمع بواو وإن كان بعدها همزة قطع فيصير عنده مدّ منفصل، وفي ﴿ولا الضالين﴾ مدّان لازم وعارض فاللازم هو الذي على الألف بعد الضاد قبل اللام المشدّدة، والعارض هو الذي على الياء قبل النون، والسنة للقارىء أن يقول بعد فراغه من الفاتحة آمين مفصولاً عن الفاتحة بسكتة وهو اسم الفعل الذي هو استجب، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: سألت رسول الله ﷺ عن معناه فقال: «افعل» بني على الفتح كأين لالتقاء الساكنين وجاز مدّ ألفه وقصرها قال مجنون ليلى

*يا رب لا تسلبني حبها أبداً ويرحم الله عبداً قال آمينا*
أي: بالمدّ، وقال جبير لما سأل الأسدي المسمى بفطحل:
*تباعد عني فطحل إذ سألته آمين فزاد الله ما بيننا بعدا*
(١/٢٦)


الصفحة التالية
Icon