روي عن أبي
(٥/٤٦٠)
هريرة قال: «خطبنا رسول الله ﷺ فقال يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا» وجواب الأمر ﴿يأتوك﴾ أي يأتوا بيتك الذي بنيته لذلك مجيبين لصوتك بإذننا سامعين طائعين مجنبين خاشعين من أقطار الأرض كما يجيبون صوت الداعي من قبلنا إذا دعاهم بعد الموت بمثل ذلك ﴿رجالاً﴾ أي: مشاة على أرجلهم جمع راجل كقائم وقيام ﴿و﴾ ركباناً ﴿على كل ضامر﴾ أي: بعير مهزول وهو يطلق على الذكر والأنثى.
تنبيه على كل ضامر حال معطوف على حال كأنه قال رجلاً وركباناً وقوله تعالى: ﴿يأتين﴾ صفة لكل ضامر لأنه في معنى الجمع ﴿من كل فج﴾ أي: طريق واسع بين جبلين ﴿عميق﴾ أي بعيد روى سعيد بن جبير بإسناده عن النبيّ ﷺ أنه قال: «الحاج الراكب له بكل خطوة تخطوها راحلته سبعون حسنة وللماشي سبعمائة من حسنات الحرم قيل يا رسول الله وما حسنات الحرم قال كل حسنة بمائة ألف حسنة» وفي هذا دلالة على أنّ المشي أفضل من الركوب وفي ذلك خلاف بين الأئمة محله كتب الفقه.
(٥/٤٦١)