كما يفعل هؤلاء فيما يفترقون به في وجه الشريعة أصولاً وفروعاً من قولهم في القرآن شعر وسحر وكهانة، وقولهم: ﴿لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا﴾ (الأنعام، ١٤٨)، وقولهم: إنّ ما قتله الله تعالى بالموت حتف أنفه أولى بالأكل مما ذبح، وقولهم: نحن أهل الله وسكان حرمه، ولا نخرج من الحرم فنقف في الحج بالمشعر الحرام، وتقف الناس بعرفة، ونحن نطوف في ثيابنا وكذا من ولدناه، وأمّا غيرنا فلا يطوف إلا عارياً ذكراً كان أو أنثى إلا أن يعطيه أحدنا ما يلبسه، ونحو ذلك مما يريدون أن يطفئوا به نور الله تعالى، وكذا تأويلات الباطنية والاتحادية، وأنظارهم التي ألحدوا فيها يضل الله تعالى بها من يشاء، ثم يمحوها ممن أراد من عباده، وما أراد من أمره ﴿فينسخ﴾ أي: فيتسبب عن إلقائه أنه ينسخ ﴿الله﴾ أي: المحيط بكل شيء علماً وقدرة ﴿ما يلقي الشيطان﴾ فيبطله بإيضاح أمره ﴿ثم يحكم الله آياته﴾ أي: ثم يجعلها جلية فيما يريد منها وأدل دليل على أنّ هذا هو المراد من الافتتاح بالمتأخرة في الآيات الختام بقوله عطفاً على ما تقديره فالله على ما يشاء قدير ﴿والله عليم﴾ بأحوال خلقه ﴿حكيم﴾ فيما يفعله بهم. وقيل:
(٥/٤٨٥)