﴿ألم تعلم أنّ الله﴾ بجلال عزه وعظيم سلطانه ﴿يعلم ما في السماء والأرض﴾ فلا يخفى عليه شيء ﴿إن ذلك﴾ أي: ما ذكر ﴿في كتاب﴾ كتب فيه كل شيء حكم بوقوعه قبل وقوعه، وكتب جزاؤه وهو اللوح المحفوظ ﴿إن ذلك﴾ أي: علم ما ذكر ﴿على الله﴾ وحده ﴿يسير﴾ أي: سهل؛ لأنّ علمه مقتضى ذاته المتعلق بكل المعلومات على السواء.
﴿ويعبدون﴾ أي: المشركون على سبيل التجدّد والاستمرار ﴿من دون الله﴾ أي: من أدنى رتبة من رتبه الذي قامت جميع الدلائل على احتوائه على جميع صفات الكمال وتنزيهه عن شوائب النقص ﴿ما لم ينزل به سلطاناً﴾ أي: حجة واحدة من الحجج وهو الأصنام ﴿وما ليس لهم به علم﴾ حصل لهم من ضرورة العقل واستدلاله بالحجة ﴿وما للظالمين﴾ أي: الذين وضعوا التعبد في غير موضعه لارتكابهم لهذا الأمر العظيم الخطر، وأكد النفي واستغرق المنفي بإثبات الجار، فقال تعالى: ﴿من نصير﴾ أي: ينصرهم من الله لا مما أشركوه به ولا من غيره فيدفع عنهم عذابه أو يقرّر مذهبهم.
(٥/٤٩٨)