وحسان وحمنة
(٦/٩٣)
الحدّ. قال عروة: وكانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان وتقول: إنه الذي قال:
فإنّ أبي ووالده وعرضي
... لعرض محمد منكم وقاء
وقال الحافظ بن عمر بن عبد البر في الاستيعاب وأنكر قوم أن يكون حسان خاض في الإفك وجلد فيه، وروي عن عائشة أنها برأته من ذلك، انتهى. وقال غيره: والله لا أظن به ذلك أصلاً وإن جاءت تسميته في الصحيح فقد يخطىء الثقة لأسباب لا تحصى كما يعرف ذلك من مارس نقل الأخبار وكيف يظن به ذلك ولا شغل له إلا مدح النبي ﷺ والمدافعة عنه والذم لأعدائه، وقد شهد النبي ﷺ أن جبريل معه وهو القائل يمدح عائشة ويكذب من نقل عنه ذلك:
*حصان رزان ما تزن بريبة
... وتصبح غرثي من لحوم الغوافل
*حليلة خير الناس ديناً ومنصباً
... نبي الهدى والمكرمات الفواضل
*عقيلة حي من لؤي بن غالب
... كرام المساعي مجدها غير زائل
*مهذبة قد طيب الله خيمها
... وطهرها من كل شين وباطل
*وإن كانت ما بلغت عني قلته
... فلا رفعت سوطي إليّ أناملي
*فكيف وودي ما حييت ونصرتي
... لآل رسول الله زين المحافل
*له رتبة عال على الناس فضلها
... تقاصر عنها سورة المتطاول
(٦/٩٤)