﴿قالوا﴾ مائلين إلى الحرب ﴿نحن أولو قوّة﴾ أي: بالمال والرجال ﴿وأولو﴾ أي: أصحاب ﴿بأس﴾ عزم في الحرب ﴿شديد والأمر﴾ أي: في كل من المصادمة والمسالمة راجع وموكول ﴿إليك فانظري﴾ أي: بسبب أنه لا نزاع معك ﴿ماذا تأمرين﴾ فإنا نطيعك ونتبع أمرك، ولما علمت أن من سخر له الطير على هذا الوجه لا يعجزه شيء يريده.
﴿قالت﴾ جواباً لما أحست في جوابهم من ميلهم إلى الحرب والحرب سجال لا يدري عاقبتها ﴿إن الملوك﴾ أي: مطلقاً فكيف بهذا النافذ الأمر، العظيم القدر ﴿إذا دخلوا﴾ عنوة بالقهر ﴿قرية أفسدوها﴾ أي: بالنهب والتخريب ﴿وجعلوا أعزة أهلها أذلة﴾ أي: أهانوا أشرافها وكبراءها كي يستقيم لهم الأمر، ثم أكدت هذا المعنى بقولها ﴿وكذلك﴾ أي: ومثل هذا الفعل العظيم الشأن ﴿يفعلون﴾ أي: هو خلق لهم مستمرّ في جميعهم فكيف بمن تطيعه الوحوش والطيور وغيرهما.
تنبيه: هذه الجملة من كلامها وهو كما قال ابن عادل الظاهر، ولهذا جبلت عليه فتكون منصوبة بالقول، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى تصديقاً لها فهي استئنافية لا محل لها من الإعراب، وهي معترضة بين قولها. ولما بينت ما في المصادمة من الخطر أتبعته بما عزمت عليه من المسالمة بقولها.
(٧/١٢٢)


الصفحة التالية
Icon