﴿قال الذي عنده علم من الكتاب﴾ المنزل وهو علم الوحي والشرائع، وقيل: كتاب سليمان، وقيل: اللوح المحفوظ، والذي عنده علم من الكتاب جبريل، قال البقاعي ولعله التوراة والزبور انتهى، وفي ذلك إشارة إلى أنّ من خدم كتاب الله حق الخدمة كان الله تعالى معه، كما ورد في شرعنا «كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويديه التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها»، أي: أنه يفعل له ما يشاء.
(٧/١٢٩)
واختلفوا في تعيينه: فقال أكثر المفسرين: هو آصف بن برخيا كاتب سليمان، وقيل اسمه أسطوم وكان صديقاً عالماً يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى، وقيل ملك أيد الله تعالى به سليمان عليه السلام، وعن ابن لهيعة بلغني أنه الخضر عليه السلام ﴿أنا آتيك به﴾ ثم بين فضله على العفريت بقوله ﴿قبل أن يرتدّ﴾ أي: يرجع ﴿إليك طرفك﴾ أي: بصرك إذا طرفت أجفانك فأرسلته إلى منتهاه، ثم رددته فالطرف: تحريكك أجفانك إذا نظرت فوضع في موضع النظر، ولما كان الناظر موصوفاً بإرسال الطرف في نحو قوله:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
*وكنت إذا أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر*