وأسماؤهم عن وهب: الهذيل بن عبد رب غنم بن غنم، رياب بن مهرج، مصدع بن مهرج، عمير بن كردبة، عاصم بن مخرمة، سبيط بن صدقة، سمعان بن صفي، قدار بن سالف وهم الذي سعوا في عقر الناقة وكانوا عتاة قوم صالح وكانوا من أبناء أشرافهم ورأسهم قدار بن سالف وهو الذي تولى عقر الناقة، وقوله: ﴿يفسدون في الأرض﴾ إشارة إلى عموم فسادهم ودوامه وقوله: ﴿ولا يصلحون﴾ يحتمل أن يكون مؤكداً للأوّل ويحتمل أن لا يكون وهو الأولى، لأنّ بعض المفسدين قد يندر منه بعض الصلاح فنفى عنهم ذلك فليس شأنهم إلا الفساد المحض الذي لا يخالطه شيء من الصلاح، ولما اقتضى السياق السؤال عن بعض حالهم أجاب بقوله:
﴿قالوا تقاسموا﴾ أي: قال بعضهم لبعض احلفوا ﴿بالله﴾ أي: الملك العظيم ﴿لنبيتنه﴾ أي: صالحاً ﴿وأهله﴾ أي: من آمن به لنهلكنّ الجميع ليلاً، فإنّ البيات مباغتة العدوّ ليلاً تنبيه: محل تقاسموا جزم على الأمر، ويجوز أن يكون فعلاً ماضياً، وحينئذ يجوز أن يكون مفسراً لقالوا كأنه قيل: ما قالوا: فقيل تقاسموا، ويجوز أن يكون حالاً على إضمار قدر أي: قالوا ذلك متقاسمين وإليه ذهب الزمخشريّ.
﴿ثم لنقولنّ﴾ أي: بعد إهلاك صالح ومن معه ﴿لوليه﴾ أي: المطالب بدمه إن بقي منهم أحد ﴿ما شهدنا﴾ أي: ما حضرنا ﴿مهلك﴾ أي: إهلاك ﴿أهله﴾ أي: أهل ذلك الولي فضلاً عن أن نكون باشرنا أو أهل صالح عليه السلام فضلاً عن أن نكون شهدنا مهلكه أو باشرنا قتله ولا موضع إهلاكه، وقرأ حمزة والكسائي بعد اللام من لنبيتنه بتاء فوقية مضمومة وبعد الياء التحتية بتاء فوقية مضمومة وبعد اللام من ليقولنّ بتاء فوقية مفتوحة وضمّ اللام بعد الواو، والباقون بعد اللام من لنقولنّ بنون مفتوحة ونصب اللام من لنقولنّ، وقرأ عاصم مهلك بفتح الميم، والباقون بضمها، وكسر اللام حفص، وفتحها الباقون.
(٧/١٤٠)