وعن علي رضي الله تعالى عنه: أنها تخرج ثلاثة أيام والناس ينظرون فلا يخرج إلا ثلثها، وروي أنه ﷺ «سئل من أين تخرج الدابة فقال: من أعظم المساجد حرمة وأكرمها على الله فما يهولهم إلا خروجها من بين الركن» حذاء دار بني مخزوم عن يمين الخارج من المسجد فقوم يهربون وقوم: يقفون نظاراً، وقيل تخرج من الصفا، ولما كان التعبير بالدابة يفهم أنها كالحيوانات العجم لا كلام لها قال ﴿تكلمهم﴾ أي: بالعربية كما قاله مقاتل بكلام يفهمونه بلسان طلق ذلق فتقول ﴿أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون﴾ أي: أنّ الناس كانوا لا يوقنون بخروجي لأنّ خروجها من الآيات، وتقول ألا لعنة الله على الظالمين، وعن السدي: تكلمهم ببطلان الأديان كلها سوى دين الإسلام.
وعن ابن عمر: تستقبل المغرب فتصرخ صرخة تنفذه ثم تستقبل المشرق ثم الشأم ثم اليمن فتفعل مثل ذلك، وروي أنها تخرج من أجياد، روي بينما عيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض تحتهم تحرك القنديل وينشق الصفا مما يلي المسعى فتخرج الدابة من الصفا ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتضرب المؤمن في مسجده أو فيما بين عينيه بعصا موسى فتنكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضيء لها وجهه أو تترك وجهه كأنه كوكب دريّ وتكتب بين عينيه مؤمن، وتنكت الكافر بالخاتم في أنفه فتفشو النكتة حتى يسودّ لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر، وروي فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتخطم أنف الكافر بالخاتم ثم تقول لهم يا فلان أنت من أهل الجنة ويا فلان أنت من أهل النار.
وعن أبي هريرة أنّ رسول الله ﷺ قال: «بادروا بالأعمال ستاً طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخان والدابة وخاصة أحدكم وأمر العامة» وقال ﷺ «إنّ أوّل الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها».
(٧/١٦٢)


الصفحة التالية
Icon