﴿ويوم ينفخ﴾ أي: بأيسر أمر ﴿في الصور﴾ أي: القرن ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام ﴿ففزع ﴾ أي: فصعق كما قال تعالى في آية أخرى: ﴿فصعق ﴾ (الزمر، ٦٨) ﴿من في السموات ومن في الأرض﴾ أي: كلهم فماتوا والمعنى أنه يلقى عليهم الفزع إلى أن يموتوا، وقيل: ينفخ إسرافيل في الصور ثلاث نفخات نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالمين، فإن قيل: لم قال الله تعالى ففزع ولم يقل فيفزع؟ أجيب: بأنّ في ذلك نكتة وهي الإشعار بتحقيق الفزع وثبوته وأنه كائن لا محالة واقع على أهل السموات والأرض لأنّ الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعاً به، والمراد فزعهم عند النفخة الأولى حين يصعقون ﴿إلاّ من شاء الله﴾ أي: المحيط علماً وقدرة وعزة وعظمة أن لا يفزع.
(٧/١٦٦)


الصفحة التالية
Icon