﴿فسقى﴾ أي: موسى عليه السلام ﴿لهما﴾ والمفعول محذوف أي: غنمهما لما علم ضرورتهما انتهازاً لفرصة الأجر وكرم الخلق في مساعدة الضعيف مع ما به من النصب والجوع وسقوط خف القدم ولكنه رحمهما وأغاثهما وكفاهما أمر السقي في مثل تلك الزحمة بقوّة قلبه وقوّة ساعده وما آتاه الله تعالى من الفضل في متانة الفطرة ورصانة الجبلِّة ﴿ثم تولى﴾ أي: انصرف جاعلاً ظهره يلي ما كان يليه وجهه ﴿إلى الظل﴾ أي: ظل سمرة فجلس في ظلها ليقيل ويستريح مقبلاً على الخالق بعدما قضى من نصيحة الخلائق وهو جائع، قال الضحاك: لبث سبعة أيام لم يذق طعاماً إلا بقل الأرض ﴿فقال رب إني﴾ وأكد الافتقار بالالصاق باللام دون إلى بقوله ﴿لما أنزلت إليّ من خير﴾ قليل أو كثير غث أو سمين ﴿فقير﴾ أي: محتاج سائل.
(٧/٢٠١)


الصفحة التالية
Icon