وقرأ أبو عمرو في الوصل بكسر الهاء والميم، وحمزة والكسائي بضمّ الهاء والميم، وحمزة في الوقف بضمّ الهاء وسكون الميم، والباقون في الوصل بكسر الهاء وضمّ الميم، ولما نفى العلم عن ذلك بطريق الشهود نفي سبب العلم بذلك بقوله تعالى: ﴿وما كنت ثاوياً﴾ أي: مقيماً إقامة طويلة مع الملازمة بمدين ﴿في أهل مدين﴾ أي: قوم شعيب عليه السلام كمقام موسى وشعيب فيهم ﴿تتلوا﴾ أي: تقرأ ﴿عليهم﴾ تعلماً منهم ﴿آياتنا﴾ العظيمة التي منها قصتهما لتكون ممن يهتم بأمور الوحي ويتعرّف دقيق أخباره فيكون خبرهم وخبر موسى عليه السلام معك ﴿ولكنا كنا مرسلين﴾ إياك رسولاً وأنزلنا عليك كتاباً فيه هذه الأخبار تتلوها عليهم ولولا ذلك ما علمتها ولم تخبرهم بها.
﴿وما كنت بجانب الطور﴾ أي: بناحية الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام ﴿إذ﴾ أي: حين ﴿نادينا﴾ أي: أوقعنا النداء لموسى عليه السلام فأعطيناه التوراة وأخبرناه بما لا يمكن الاطلاع عليه إلا من قبلنا أو من قبله، ومن المشهور أنك لم تطلع على شيء من ذلك من قبله لأنك ما خالطت أحداً ممن حمل تلك الأخبار عن موسى عليه السلام ولا أحداً حملها ممن حملها عنه ولكن كان ذلك إليك منا، وهو معنى قوله تعالى ﴿ولكن﴾ أي: أنزلنا ما أردنا وأرسلناك به ﴿رحمة من ربك﴾ لك خصوصاً وللخلق عموماً.
(٧/٢٢٩)


الصفحة التالية
Icon