﴿الذين آتيناهم الكتاب من قبله﴾ أي: قبل القرآن أو قبل محمد ﷺ ﴿هم به﴾ أي: بما تقدّم ﴿يؤمنون﴾ أيضاً: نزل في جماعة أسلموا من اليهود عبد الله بن سلام وأصحابه، وقال مقاتل هم أهل الإنجيل الذين قدموا من الحبشة وآمنوا بالنبيّ ﷺ وقال سعيد بن جبير هم أربعون رجلاً قدموا مع جعفر من الحبشة على النبي ﷺ فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة قالوا له يا نبيّ الله إنّ لنا أموالاً فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا بها المسلمين فأذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين فنزل فيهم ذلك إلى قوله تعالى: ﴿ومما رزقناهم ينفقون ﴾ وعن ابن عباس: نزلت في ثمانين من أهل الكتاب أربعون من نجران واثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية من الشام، ثم وصفهم الله تعالى بقوله تعالى:
﴿وإذا يتلى﴾ أي: تتجدّد تلاوة القرآن ﴿عليهم قالوا﴾ أي: مبادرين لذلك ﴿آمنا به﴾ ثم عللوا ذلك بقولهم ﴿إنه الحق﴾ أي: الكامل الذي ليس وراءه إلا الباطل مع كونه ﴿من ربنا﴾ أي: المحسن إلينا ثم عللوا مبادرتهم بقولهم ﴿إنا كنا من قبله﴾ أي: القرآن ﴿مسلمين﴾ أي: منقادين غاية الانقياد مخلصين لله بالتوحيد مؤمنين بمحمد ﷺ أنه نبيّ حق.
(٧/٢٣٦)