﴿وقال الذين أوتوا العلم﴾ وهم أهل الدين قال ابن عباس: رضي الله تعالى عنهما يعني الأحبار من بني إسرائيل، وقال مقاتل: أوتوا العلم بما وعد الله في الآخرة فقالوا للذين تمنوا ﴿ويلكم﴾ ويل: أصله الدعاء بالهلاك ثم استعمل في الزجر والردع والبعث على ترك ما يضر، وهو منصوب بمحذوف أي: ألزمكم الله ويلكم ﴿ثواب الله﴾ أي: الجليل العظيم ﴿خير﴾ أي: من هذا الحطام الذي أوتيه قارون في الدنيا بل من الدنيا وما فيها ومن فاته الخير حل به الويل، ثم بينوا مستحقه تعظيماً له وترغيباً للسامع في حاله بقولهم ﴿لمن آمن وعمل﴾ تصديقاً لإيمانه ﴿صالحاً﴾ ثم بين تعالى عظمة هذه النصيحة وعلو قدرها بقوله تعالى: ﴿ولا يلقاها﴾ أي: هذه النصيحة التي قالها أهل العلم وهي الزهد في الدنيا والرغبة فيما عند الله أو الجنة المثاب بها ﴿إلا الصابرون﴾ أي: على أداء الطاعات والاحتراز عن المحرّمات وعلى الرضا بقضاء الله في كل ما قسم من المنافع والمضار الذين صار الصبر لهم خلقاً، ولما تسبب عن نظره هذا الذي أوصله إلى الكفر بربه أخذه بالعذاب أشار إلى ذلك بقوله سبحانه وتعالى:
﴿فخسفنا﴾ أي: بمالنا من العظمة ﴿به وبداره الأرض﴾ روي أنه كان يؤذي موسى عليه الصلاة والسلام كل وقت وهو يداريه للقرابة التي بينهما وهو يؤذيه كل وقت ولا يزيد إلا عتواً وتجبراً ومعاداة لموسى حتى بنى داراً وجعل بابها من الذهب وضرب على جدرانها صفائح الذهب وكان الملأ من بني إسرائيل يغدون إليه ويروحون فيطعمهم الطعام ويضاحكونه.
(٧/٢٦٦)


الصفحة التالية
Icon