﴿وأما الذين كفروا﴾ أي: غطوا ما كشفته أنوار العقول ﴿وكذبوا﴾ عناداً ﴿بآياتنا﴾ التي لا أصدق منها ولا أضوأ من أنوارها بما لها من عظمتنا وهو القرآن ﴿ولقاء الآخرة﴾ أي: بالبعث وغيره ﴿فأولئك﴾ أي: البغضاء البعداء ﴿في العذاب﴾ الكامل لا غيره ﴿محضرون﴾ أي: مدخلون لا يغيبون عنه.
﴿فسبحان الله﴾ أي: سبحوا الله تعالى بمعنى صلوا ﴿حين تمسون﴾ أي: حين تدخلون في المساء وفيه صلاتان: المغرب والعشاء ﴿وحين تصبحون﴾ أي: تدخلون في الصباح وفيه صلاة الصبح. وقوله تعالى.
(٧/٣٦٠)
﴿وله الحمد في السموات والأرض﴾ اعتراض ومعناه: يحمده أهلهما. وقوله تعالى ﴿وعشياً﴾ عطف على حين وفيه صلاة العصر ﴿وحين تظهرون﴾ أي: تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر، قال نافع بن الأزرق لابن عباس: هل تجد الصلوات الخمس في مواقيتها في القرآن؟ فقرأ هاتين الآيتين وقال: جمعت الآيتان الصلوات الخمس ومواقيتها، وإنما خص هذه الأوقات مع أن أفضل الأعمال أدومها؛ لأنّ الإنسان لا يقدر أن يصرف جميع أوقاته إلى التسبيح لأنه محتاج إلى ما يعيشه من مأكول ومشروب وغير ذلك، فخفف الله عنه العبادة في غالب الأوقات وأمره بها في أوّل النهار ووسطه وآخره وفي أوّل الليل ووسطه فإذا صلى العبد ركعتي الفجر فكأنما سبح قدر ساعتين، وكذلك باقي الركعات وهن سبع عشرة مع ركعتي الفجر، فإذا صلى الإنسان الصلوات الخمس في أوقاتها فكأنما سبح الله سبع عشرة ساعة من الليل والنهار، بقي عليه سبع ساعات من جميع الليل والنهار وهي مقدار النوم، والنائم مرفوع عنه القلم فيكون قد صرف جميع أوقاته بالتسبيح في العبادة، أو بمعنى: نزهوه من السوء بالثناء عليه بالخير في هذه الأوقات لما يتجدد فيها من نعم الله تعالى الظاهرة.
(٧/٣٦١)


الصفحة التالية
Icon