﴿فانظر إلى آثار رحمت الله﴾ والرحمة: هي الغيث وأثرها هو النبات، وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي بألف بعد الثاء المثلثة، والباقون بغير ألف ورسمت رحمت هذه مجرورة، فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالهاء والباقون بالتاء ﴿كيف يحيى﴾ أي: الله ﴿الأرض﴾ بإخراج النبات ﴿بعد موتها﴾ أي: يبسها ﴿إن ذلك﴾ أي: القادر العظيم الشأن الذي قدر على إحياء الأرض ﴿لمحيي الموتى﴾ كلها من الحيوانات والنباتات أي: ما زال قادراً على ذلك كما قال تعالى ﴿وهو على كل شيء﴾ من ذلك وغيره ﴿قدير﴾ لأنّ نسبة القدرة منه سبحانه وتعالى إلى كل ممكن على حد سواء، ولما بين أنهم عند توقف الخير يكونون آيسين وعند ظهوره يكونون مستبشرين بين أن تلك الحالة أيضاً لا يدومون عليها بقوله تعالى:
(٧/٣٩٦)
﴿ولئن أرسلنا﴾ أي: بعد وجود هذا الأثر الحسن ﴿ريحاً﴾ عقيماً ﴿فرأوه﴾ أي: الأثر لأنّ الرحمة هي الغيث وأثرها هو النبات أو الزرع لدلالة السياق عليه ﴿مصفراً﴾ قد بدل وأخذ في التلف من شدّة يبس الريح إمّا بالحرّ أو البرد، وقيل: رأوا السحاب لأنه إذا كان مصفراً لم يمطر، ويجوز أن يكون الضمير للريح من التعبير بالسبب عن المسبب.
(٧/٣٩٧)


الصفحة التالية
Icon