﴿ولئن﴾ اللام لام قسم ﴿سألتهم من خلق السموات﴾ أي: بأسرها ومن فيها ﴿والأرض﴾ كذلك وقوله تعالى ﴿ليقولنّ الله﴾ أي: المسمى بهذا الاسم حذف منه نون الرفع لتوالي والأمثال وواو الضمير لالتقاء الساكنين، فقد أقرّوا بأن كل ما أشركوا به بعض خلقه ومصنوع من مصنوعاته، ولما تبين بذلك صدقه ﷺ وكذبهم قال الله تعالى مستأنفاً ﴿قل الحمد﴾ أي: الإحاطة بجميع أوصاف الكمال ﴿لله﴾ أي: الذي له الإحاطة الشاملة من غير تقييد بخلق الخافقين ولا غيره على ظهور الحجة عليهم بالتوحيد ﴿بل أكثرهم لا يعلمون﴾ أي: ليس لهم علم يمنعهم من تكذيبك مع اعترافهم بما يوجب تصديقك، ولما أثبت لنفسه سبحانه الإحاطة بأوصاف الكمال استدلّ على ذلك بقوله تعالى:
﴿لله﴾ أي: الملك الأعظم ﴿ما فيّ السموات﴾ كلها ﴿والأرض﴾ كذلك ملكاً وخلقاً فلا يستحق العبادة فيهما غيره، ولما ثبت ذلك أنتج قطعاً قوله تعالى ﴿إن الله﴾ أي: الذي لا كفء له ﴿هو﴾ أي: وحده ﴿الغني﴾ مطلقاً لأن جميع الأشياء له ومحتاجة إليه وليس محتاجاً إلى شيء أصلاً ﴿الحميد﴾ أي: المستحق لجميع المحامد لأنه المنعم على الإطلاق المحمود بكل لسان من ألسنة الأحوال والأقوال لأنه هو الذي أنطقها ومن قيد الخرس أطلقها، ولما قال تعالى ﴿لله ما في السموات والأرض﴾ أوهم تناهي ملكه لانحصار ما في السموات والأرض فيهما وحكم العقل الصريح بتناهيهما، بين تعالى أنه لأحد ولا ضبط لمعلوماته ومقدوراته الموجبة لحمده بقوله تعالى:
(٧/٤٤٢)


الصفحة التالية
Icon