(١/٣٣)
ثم وصف المتقين بما هو شأنهم بقوله: ﴿الذين يؤمنون بالغيب﴾ أي: يصدّقون بما غاب عنهم من البعث والجزاء والجنة والنار والصراط والميزان، والإيمان لغة التصديق وشرعاً قيل: التصديق بما علم بالضرورة أنه من دين محمد ﷺ كالتوحيد والنبوّة والبعث والجزاء ومجموع ثلاثة أمور اعتقاد الحق والإقرار به والعمل بمقتضاه عند جمهور المحدّثين والمعتزلة والخوارج والأصح أنه التصديق وحده، ويدل له أنه تعالى أضاف الإيمان إلى القلب فقال: ﴿كتب في قلوبهم الإيمان﴾ (المجادلة، ٢٢) وقال: ﴿وقلبه مطمئن بالإيمان﴾ (النحل، ١٠٦) وقال: ﴿ولم تؤمن قلوبهم﴾ (المائدة، ٤١) وعطف عليه العمل الصالح في مواضع لا تحصى وقرنه بالمعاصي فقال: ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا﴾ (الحجرات، ٩) ﴿يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى﴾ (البقرة، ١٧٨) فلو لم يكن الإيمان التصديق فقط بل هو وترك المعاصي لم يكونوا مؤمنين.
(١/٣٤)


الصفحة التالية
Icon