(٩/٢٥)
عمرو بعد السين بألف وابن ذكوان بعد السين بهمزة ساكنة والباقون بهمزة مفتوحة بعد السين فإذا وقف حمزة سهل الهمزة وقيل لم يكن شيطان ينظر إليه في صلاته إلا احترق فمر به شيطان فلم يسمع صوته، ثم رجع فلم يسمع فنظر فإذا سليمان قد خر ميتاً ففتحوا عنه فإذا العصا قد أكلتها الأرضة ﴿فلما خر﴾ أي: سقط على الأرض بعد أن قصمت الأرضة عصاه ﴿تبينت الجن﴾ أي: علمت علماً بيناً لا يقدرون معه على تدبيج وتلبيس وانفضح أمرهم وظهر ظهوراً تاماً ﴿أن﴾ أي: أنهم ﴿لو كانوا﴾ أي: الجن ﴿يعلمون الغيب﴾ أي: علمه ﴿ما لبثوا﴾ أي: أقاموا حولاً ﴿في العذاب المهين﴾ من ذلك العمل الذي كانوا مسخرين فيه، ويجوز أن تكون أن تعليلية ويكون التقدير: تبين حال الجن فيما يظن بهم من أنهم يعلمون الغيب لأنهم إلخ، وسبب علمهم مدة كونه ميتاً قبل ذلك أنهم وضعوا الأرضة على موضع من العصا فأكلت منها يوماً وليلة مقداراً، وحسبوا على ذلك النحو فوجدوا المدة سنة قال ابن عباس: فشكر الجن الأرضة فهم يأتونها بالماء والطين في جوف الخشب.
تنبيه: قد تقدم أن كل شيء أثبت لمن قبل نبينا ﷺ من الأنبياء عليهم السلام من الخوارق ثبت له مثله وأعظم منه إما له نفسه أو لأحد من أمته، وهذا الذي ذكر لسليمان عليه السلام من حفظه بعد موته سنة لا يميل قد ثبت مثله لشخص من هذه الأمة من غير شيء يعتمد عليه، قال القشيري في رسالته في باب أحوالهم عند الخروج من الدنيا، وقال أبو عمران الإصطخري: رأيت أبا تراب في البادية قائماً ميتاً لا يمسكه شيء انتهى.