﴿في جنات النعيم﴾ أي: في جنات ليس فيها إلا النعيم وهو متعلق بمكرمون أو خبر ثان لأولئك أو حال من المستكن في مكرمون وقوله تعالى:
﴿على سرر متقابلين﴾ أي: لا يرى بعضهم قفا بعض حال، ويجوز أن يتعلق على سرر بمتقابلين، ولما ذكر سبحانه وتعالى المأكل والمسكن ذكر بعد ذلك صفة المشرب بقوله تعالى:
﴿يطاف عليهم﴾ أي: على كل منهم ﴿بكأس﴾ أي: بإناء فيه خمر فهو اسم للإناء بشرابه فلا يكون كأساً حتى يكون فيه شراب وإلا فهو إناء، وقيل: المراد بالكأس: الخمر كقول الشاعر:
*وكأس شربت على لذة... وأخرى تداويت منها بها
(٩/٢٢٠)
أي: رب كأس شربت لطلب اللذة وكأس شربت للتداوي من خمارها، والكأس مؤنثة كما قاله الجوهري، وقوله تعالى ﴿من معين﴾ أي: من شراب معين أو من نهر معين مأخوذ من عين الماء أي: يخرج من العيون كما يخرج الماء وسمي عيناً لظهوره يقال: عان الماء إذا ظهر جارياً وقوله تعالى:
﴿بيضاء﴾ أي: أشد بياضاً من اللبن قاله الحسن صفة لكأس، وقال أبو حيان: صفة لكأس أو للخمر، واعترض بأن الخمر لم يذكر، وأجيب عنه: بأن الكأس إنما سميت كأساً إذا كان فيها الخمر وقوله تعالى ﴿لذة﴾ صفة أيضاً وصفه بالمصدر مبالغة كأنها نفس اللذة وعينها كما يقال: فلان جود وكرم إذا كان المراد المبالغة، وقال الزجاج: أو على حذف المضاف أي: ذات لذة وقوله تعالى ﴿للشاربين﴾ أي: بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب صفة للذة، وقال الليث: اللذة واللذيذة يجريان مجرى واحد في النعت يقال: شراب لذ ولذيذ وقوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon