تنبيه: اختلف في الذبيح فقيل: هو اسحق عليه السلام وبه قال: عمر وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم وغيرهم، وقيل: إسماعيل وبه قال ابن عباس وابن عمر وسعيد بن المسيب رضي الله عنهم وغيرهم وهو الأظهر كما قاله البيضاوي؛ لأنه الذي وهب له أثر الهجرة ولأن البشارة بإسحق بعد معطوفة على البشارة بهذا الغلام ولقوله ﷺ «أنا ابن الذبيحين». وقال له أعرابي: يا ابن الذبيحين فتبسم النبي ﷺ فسئل عن ذلك فقال: إن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم نذر إن سهل الله أمرها ليذبحن أحد ولده فخرج السهم على عبد الله، فمنعه أخواله وقالوا له: افد ابنك بمائة من الإبل ولذلك سنت الإبل مائة والذبيح الثاني إسماعيل، ونقل الأصمعي أنه قال: سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح فقال: يا أصمعي أين عقلك ومتى كان إسحاق بمكة؟ وإنما كان إسماعيل بمكة وهو الذي بنى البيت مع أبيه والمنحر بمكة.
وقد وصف الله تعالى إسماعيل عليه السلام بالصبر دون إسحاق عليه السلام في قوله تعالى ﴿وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين﴾ (الأنبياء: ٨٥)
وهو صبره على الذبح ووصفه أيضاً بصدق الوعد فقال: ﴿إنه كان صادق الوعد﴾ (مريم: ٥٤)
لأنه وعد أباه من نفسه الصبر على الذبح فقال ﴿ستجدني إن شاء الله من الصابرين﴾ (الصافات: ١٠٢)
وقال تعالى: ﴿فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب﴾ (هود: ٧١)
فكيف تقع البشارة بإسحاق وأنه سيولد له يعقوب ثم يؤمر بذبح إسحاق وهو صغير قبل أن يولد له؟ هذا يناقض البشارة المتقدمة.
(٩/٢٤٠)


الصفحة التالية
Icon