﴿ونصرناهم﴾ يعود على موسى وهارون وقومهما، وقيل: على الإثنين بلفظ الجمع تعظيماً كقوله تعالى ﴿يا أيها النبي إذا طلقتم النساء﴾ (الطلاق: ١)
وقول الشاعر:
فإن شئت حرمت النساء سواكم.
﴿فكانوا هم الغالبين﴾ أي: على فرعون وقومه في كل الأحوال، أما في أول الأمر فبظهور الحجة، وأما في آخر الأمر فبالدولة والرفعة.
تنبيه: يجوز في هم أن يكون تأكيداً، وأن يكون بدلاً، وأن يكون فصلاً وهو الأظهر.
﴿وآتيناهما الكتاب المستبين﴾ أي: المستنير البليغ البيان المشتمل على جميع العلوم المحتاج إليها في مصالح الدين والدنيا وهو التوراة كما قال تعالى: ﴿إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور﴾ (المائدة: ٤٤)
﴿وهديناهما الصراط المستقيم﴾ أي: دللناهما على الطريق الموصل إلى الحق والصواب عقلاً وسمعاً.
﴿وتركنا﴾ أي: أبقينا ﴿عليهما﴾ ثناء حسناً ﴿في الآخرين﴾ ﴿سلام﴾ أي: منا ﴿على موسى وهارون﴾ ﴿إنا كذلك﴾ أي: كما جزيناهما ﴿نجزي المحسنين﴾ وقوله تعالى:
﴿إنهما من عبادنا المؤمنين﴾ تعليل لإحسانهما بالإيمان وإظهار لجلالة قدره وأصالة أمره.
القصة الرابعة قصة الياس عليه السلام المذكورة في قوله تعالى:
﴿وإن الياس لمن المرسلين﴾ روي عن ابن مسعود أنه قال: الياس هو إدريس، وهو قول عكرمة وقال أكثر المفسرين: إنه نبي من أنبياء بني إسرائيل، قال ابن عباس: وهو ابن عم اليسع عليهما السلام، وقال محمد بن إسحاق: هو إلياس بن بشير بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران عليهما السلام.
(٩/٢٤٧)


الصفحة التالية
Icon