وقالت امرأة إبراهيم ﴿وهذا بعلي شيخاً﴾ والمعنى: أتدعون بعض البعول ﴿وتذرون﴾ أي: وتتركون ﴿أحسن الخالقين﴾ فلا تعبدونه، وقرأ ابن ذكوان بهمزة الوصل من إلياس في الوصل فإن ابتدأ بها ابتدأ بفتحها، والباقون بهمزة مكسورة وصلاً وابتداء وقوله تعالى:
﴿الله ربكم ورب آبائكم الأولين﴾ قرأه حفص وحمزة والكسائي بنصب الهاء من الاسم الكريم ونصب الباء الموحدة من ربكم ورب وذلك إما على المدح أو البدل أو البيان إن قلنا إن إضافة أفعل إضافة محضة، والباقون بالرفع في الثلاثة وذلك إما على خبر مبتدأ مضمر أي: هو الله وعلى أن الجلالة مبتدأ وما بعده الخبر.
(٩/٢٥٣)
أي: في العذاب وإنما أطلقه اكتفاء بالقرينة أو لأن الإحضار المطلق مخصوص بالشر عرفاً وقوله تعالى:
[إلا عباد الله المخلصين] أي: المؤمنين مستثنى من فاعل فكذبوه، وفيه دلالة على أن في قومه من لم يكذبه، فلذلك استثنوا ولا يجوز أن يكونوا مستثنين من ضمير لمحضرون لفساد المعنى؛ لأنه يلزم أن يكونوا مندرجين فيمن كذب لكنهم لم يحضروا لكونهم عباد الله المخلصين وهو بين الفساد لا يقال: هو مستثنى منه استثناء منقطعاً؛ لأنه يصير المعنى: لكن عباد الله المخلصين من غير هؤلاء لم يحضروا، ولا حاجة إلى هذا إذ به يفسد نظم الكلام وتقدم الكلام على قراءة المخلصين في أول السورة.
﴿وتركنا عليه في الآخرين﴾ ثناء حسناً.
﴿سلام﴾ أي: منا، وقوله تعالى: ﴿على إل ياسين﴾ قرأه نافع وابن عامر بفتح الهمزة ممدودة وكسر اللام وقطعها عن الياء كما رسمت أي: أهله والمراد به إلياس، والباقون بكسر الهمزة وسكون اللام وهي مقطوعة عن الياء قيل: هو إلياس المتقدم، وقيل: هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغليباً كقولهم للمهلب وقومه: المهلبون، وقيل: هو محمد ﷺ أو القرآن أو غيره من كتب الله تعالى، قال البيضاوي: والكل لا يناسب نظم سائر القصص ولا قوله تعالى:
﴿إنا كذلك نجزي المحسنين﴾ أي: كما جزيناه.


الصفحة التالية
Icon