و﴿إذ تدعون﴾ تعليل، والمقت: أشد البغض وذلك في حق الله تعالى محال فالمراد منه: أبلغ الإنكار وأشده، وعن مجاهد: مقتوا أنفسهم حين رأوا أعمالهم ومقت الله تعالى إياهم في الدنيا، إذ يدعون إلى الإيمان فيكفرون أكبر، وقال الفراء: معناه: ينادون إن مقت الله يقال: ناديت أن زيداً قائم وناديت لزيد قائم، وقرأ أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي بإدغام الذال في التاء والباقون بالإظهار ثم إنه تعالى بين أن الكفار إذا خوطبوا بهذا الخطاب:
﴿قالوا ربنا﴾ أي: أيها المحسن إلينا بما تقدم في دار الدنيا ﴿أمتنا اثنتين﴾ أي: إماتتين ﴿وأحييتنا اثنتين﴾ أي: إحيائتين، قال ابن عباس وقتادة والضحاك: كانوا أمواتاً في أصلاب آبائهم فأحياهم الله تعالى في الدنيا ثم أماتهم الموتة الأولى التي لا بد منها ثم أحياهم للبعث يوم القيامة فهما موتتان وحياتان وهو كقوله تعالى: ﴿كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم﴾ (البقرة: ٢٨)
(٩/٤٣٦)