وثالثها: كونه كتاباً وهذا الاسم مشتق من الكتب وهو الجمع، فسمي كتاباً لأنه جمع فيه علوم الأولين والآخرين.
ورابعها: قوله تعالى ﴿فصلت آياته﴾ أي: ميزت وجعلت تفاصيل في معان مختلفة فبعضها وصف ذات الله تعالى وصفات التنزيه والتقديس وشرح كمال قدرته وعلمه وحكمته ورحمته وعجائب أحوال خلقه من السموات والكواكب وتعاقب الليل والنهار وعجائب أحوال النبات والحيوان والإنسان، وبعضها في المواعظ والنصائح، وبعضها في تهذيب الأخلاق ورياضة النفس، وبعضها في قصص الأنبياء عليهم السلام وتواريخ الماضين وبالجملة فمن أنصف علم أنه ليس في بدء الخلق كتاب اجتمع فيه من العلوم المختلفة مثل ما في القرآن.
وخامسها: قوله تعالى: ﴿قرآناً﴾ وقد مر توجيه هذا الاسم.
وسادسها: قوله تعالى: ﴿عربياً﴾ أي: إنما نزل بلغة العرب ويؤيده قوله تعالى ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه﴾ (إبراهيم: ٤)
وسابعها: قوله تعالى: ﴿لقوم يعلمون﴾ أي: جعلناه قرآناً لأجل أنا أنزلناه على قوم عرب بلغتهم ليفهموا منه المراد، وثامنها وتاسعها: قوله تعالى:
﴿بشيراً﴾ أي: لمن اتبع ﴿ونذيراً﴾ أي: لمن امتنع وانقطع، وعاشرها: قوله تعالى ﴿فأعرض أكثرهم﴾ أي: عن تدبره وقبولهم ﴿فهم﴾ لذلك ﴿لا يسمعون﴾ أي: يفعلون فعل من لم يسمع لأنهم لا يسمعون سماع تأمل وطاعة فهذه صفات عشر وصف الله تعالى القرآن بها.
(١٠/٥)


الصفحة التالية
Icon